تقارير

رؤساء تغيروا بجواره وهو باق ..الإعلامي القدير صالح جوهر يتحدث عن بقاء أفورقي حاكماً خلال ثلاثين عامًا

زين العابدين في تونس غادر وطنه هارباً ، و عبد الله صالح في اليمن قتل، ومعمر القذافي في ليبيا  قتل ، وحسني مبارك في مصر وراء القضبان سجيناً ،وعمر البشير في السودان  كذلك، وفي إثيوبيا ديسالين استقال،  وقبله مات ملس زيناوي رفيق أفورقي في النضال ، وتوفي  رئيس زيمبابوي السابق روبرت موغابي  عن عمر ناهز 95 عاما وهم طامع أن يظل في الحكم ..الأرض تهتز بحكامها ..

تغيرت الأحوال والأنظمة ولا يزال أسياس أفورقي جاثماً فوق شعبه دون تخويل من أحد  رغم مضي ثلاثين عاما على حكمه الجبار. فما الذي يجعل أسياس أفورقي  استثناء من قاعدة التغيير التي ذهبت بأمثاله من حكام؟

الإعلامي الأرتري المعارض صالح جوهر يجيب في حلقة مميزة نشرها في موقع ” عواتي ” . وكالة زاجل الأرترية  للأنباء تشيد بالحلقة وتشير إليها بهدف المساهمة في  تكثيف متابعيها خاصة أنها تأتي باللغة التجرنية وربما يجهلها كثير من الأرتريين الناطقين بغيرها .

استهلت الحلقة ببيت شعري عربي :

إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِــعــاً        فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ

وأخذ يشرحه باللغة التجرنية  باسترسال  موضحا أن الرجل إذا امتهن ضرب الدف فلا غرابة أن يرقص النساء والأطفال ..وهذا دليل على الفشل الذريع في إدارة البيوت كما أنه دليل على الفشل الذريع في إدارة الدولة .

وتمضي الحلقة بحيوية محببة وانفعال إيجابي بتوصيف حال الرجال وتقول إنهم أنواع فبعضهم يدير أسرة صغيرة  وبعضهم يدير مجتمعا كبيرا ودولة  فكان الأصل ان يختلف التفكير والجهد حسب تعاظم المسؤولية وفي أرتريا رئيس يدير الدولة كما يدير الأسرة : تعليمات وأوامر يرى أنها واجبة الطاعة وهو يخلط بين درجة القداسة والاستبداد ويمنح نفسه أفقا بعيداً في التحكم على الناس وعلى الوطن  ويمني نفسه بتوسعة أحلامه ويظل يفكر كيف يحمي نظامه ونفسه دون التفكير في تنمية الوطن ورفاهية المواطن .

ويرى الأستاذ جوهر أن الأرتريين  يحبون وطنهم  دون شك  ، ويحكي أنه في الأيام  الماضية تم الترويج لحديث أسياس أفورقي فتطلع الناس لمستجدات إيجابية لكنها الخيبة تكرر . انتظر المواطنون الحديث يراقبونه في كل وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة .استمع الناس الحديث بجزئيه وساعاته الطويلة .فكان فيه ما يخيب الأمل ، ويضيق الأماني ويضجر النفس،  لم يضف الحديث شيئا يشرح الصدر .

وقال : كنا ندرك من المتابعة لحديث أسياس أنه لا جديد فيه .ويروي جوهر أنه في  عام 91 دعي الناس إلى سينما ، فتحت  الفرصة لجمهورها حديث الرئيس فأصغينا. بدا ضابط ضمن الحضور يسأل : الرئيس المحترم . وكان فرحا لكونه وجد أمامه الرئيس مباشرة إنها فرصة العمر  للسؤال والتحاور وبث الهموم ..

أتته الإجابة القاسية من رئيسه: هل تريدون منا أن نذبحكم كل سبت . وأنا صدمت من الإجابة ، لم أستطع التحدث ، أو إبداء وجهة نظر . إنها لغة الاستبداد تطرح خيارًا واحدًا ومن خالفه لا مقام له في الوطن . لم يحسن أفورقي غير شتائم المواطنين . وإظهار البغض لهم وممارسة الانتقام لمواجهة آرائهم

الرجل لا يزال غير شبعان من مغريات السلطة والثورة ولهذا  يسعى لتحقيق مآربه ويتخذ من الوسائل ما يحقق طموحاته الخاصة مرة يستعين بإثيوبيا ومرة ومرة .. ولا أمل يلوح في الأفق للشعب الأرتري غير إزالة النظام .

خبرنا النظام ثلاثين عاما  حتى وصلنا إلى مرحلة نقول فيها : كفاية ويذكر جوهر بمشاهد أليمة للشعب الأرتري خلال فترة النضال من أجل الاستقلال ويذكر بشاهد أليمة للشعب الأرتري من خلال الهجرة فرارًا من النظام وبحثًا عن الحرية

ويرى أن كل الجسد موجوع والسبب الظفر الجريح ويطرح التساؤل الوجيه :  أيهما أفضل أن نقطع العضو” الظفر”  المريض أو أن نترك الداء ينتشر في كل الجسم، في كل الوطن.

ويقطع بأن قطع العضو الصغير أفضل  من هلاك الجسم كله وضياع الوطن كله . وهذا تحريض منه واضح للشعب أن يغير نظامه الطاغي وأن يأتي بعد ذلك بنظام يتوافق المواطنون عليه بمحض إرادتهم . ويذكر مشاهد  عن الوطن شاهدة على تخلف الوطن وشدة معاناته وانعدام التنمية فيه .  كل شيء ينمو في  الحياة إلا أرتريا تظل حبيسة القيود ويضرب  جوهر أمثلة قال :

دعنا من كل الوطن . العاصمة أسمر لا نستطيع ان تشرب من ماسورة ماء ، تشرب العاصمة من ماء تحمله سيارات تتجول به بيعًا وحصصا مجدولة حسب الأحياء وحسب الأيام المحددة وينتظر المواطنون صفوفا ينتظرون حصتهم من الماء المنتقل بالعربات . تحويلات المغتربين مراقبة ويفرض عليها أن تصرف إلى العملة المحلية ” نقفة” وهي ضئيلة في عددها يخرجها التفتيش من حقائق المسافرين  ، يجدها محشورة ضمن الملابس إنه شيء ضئيل لا يستحق الذكر عبارة عن مساعدة الأهل من الأبناء في المنافي البعيدة .

إنها مصاريف أسر فقيرة  كانت تستحق التعاطف والشكر  لا مبالغ استثمارات  هاربة تستحق المطاردة . ويمضي الأستاذ جوهر يتحدث عن أموال الأرتريين الأغنياء :يوجد أرتريون تجار أغنياء لكن سياسة النظام الطاردة ذهبت بهم إلى جنوب السودان أو إلى دول الجوار لاستثمار أموالهم،  إنها أموال هاجرت مثل أصحابها  إلى (اوغندا ، أنقولا ، امريكا ، .. موزعون في كل العالم )  كيف ينمو الاقتصاد إذا هربت رؤوس الأموال المواطنة كان بإمكان هذه الأموال تنمية الوطن  حقيبة مسافر مطاردة  ولا تحمل أكثر من  مائة أو ألف دولار  فكيف تثق بالنظام الأموالُ الكبيرةُ. لا يوجد بنك أمين يستقبل أموال المواطنين ويردها  إلى أصحابها كما  أخذها ، ولا يوجد حرية امتلاك  مال ، ولهذا تختفي الأموال في الخارج  وتهاجر.

فلا غرابة أن يعاني الوطن .

هجرة المال والعقل والخبرة:

ويذكر الأستاذ صالح جوهر أن التنمية تاتي بالمال والعقل والتعليم فإن حورب المال وحورب التعليم  وحوربت العقول النيرة فكيف تتحقق التنمية . كان بإمكان رؤوس الأموال والعقول والخبرات الأرترية أن تفعل في الوطن الشيء الكبير تنمية . لكن النظام لا يريد ولهذا يتخذ السياسات الطاردة.  فقط يجيد أن يلاحق  الشعب المهاجر بواجب دفع فاتورة 2% والفواتير الأخرى مقابل تجديد الجواز هي العلاقة الوحيدة بين الشعب والنظام إلى جانب الإلهاء والرقص.

الظلام الدامس وتفكير الغابة :

يحرص النظام أن يكون لديه شعب لا أمل له،  ولا أحلام؛  يعيش في ظلام دامس ، يستمر في الطاعة العمياء يوجهه حيث يشاء من حرب أو مزاولة الأعمال الشاقة دون المطالبة بحقوق في الحياة الكريمة . . لم ينتقل من تفكير الغابة إلى تفكير الدولة لم ترد في ذهنه أفكار :

 نحن الآن كبرنا، سوف ندير ملايين من المواطنين  بنظام وعقل مختلف لا تنظيم محدود العدد والإمكانات سوف نطبق العدالة والحكم الرشيد  كيف نؤسس الأحزاب ، كيف نجمع الوطن ، كيف نتجاوز الصعوبات : كيف ننمي الوطن : كيف نحقق الرفاهية في وطننا ، كيف نجعل الوطن ملاذا آمنا لكل المواطنين تهفو إليه أفئدتهم

لم يفكر إطلاقا في مثل هذا الأفكار التي تصنع الوطن الأمنية الذي ضحى المواطن من أجل استقلاله، وصل  أفورقي وحزبه الوطن من الغاية دون أن يكون لديه برنامج دولة  آمنة وحكم رشيد

في الختام

ويختم الأستاذ جوهر حديثه بقوله : مثل الذي قلت لكم بداية .. صياح الدين يبشر باليوم الجديد والفجر السعيد

تقع المسؤولية علينا ، نحن المعنيون بإحداث التغيير وصناعة الدهشة للوطن السليب. الأمل قائم ، والأحلام متقدة ، والشعب الشجاع متحزم ، والأبطال الأرتريون لن يغلبهم الانطلاق مرة أخرى لتحرير الوطن من الحكم الجبار .

حتى يعود الأغنياء الذين جمعوا المال من عرق جبينهم إلى وطنهم لتنميته وتعميره. حتى يعود العلماء والخبراء والأساتذة  حاملوا الدرجات العليا  الذين شقوا ا لطريق بجدهم،  يعودون إلى الوطن للعمل في نهضته. والسلام

قراءة ومتابعة :باسم القروي ( ليست ترجمة تغني عن الأصل )

المصدر

 

تعليقات

تعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى