الخطاب الإعلامي الإرتري
توقفنا عند ذلك التاريخ وتحنطت مخيلتنا وتحنط معها الإبداع والابتكار !!
من قبل أيام مضت كنا في دورة عن الإعلام مقدمة من مركز النيل للدراسات الأفريقية ، ورغم أنها ليست المرة الأولى التي التحق بها بمثل هذه الدورات لكن ماميز هذه الدورة أنها كانت موجهة ومصممة لنا خصيصا بناء على أننا أفارقة وارتريين
هذه الدورة على قصر زمنها كشفت لنا عيوبنا دون مواربة وعن حجم تقصيرنا نحن الإرتريين في الجانب الإعلامي وهو السلاح الفتاك في زمن التكنولوجيا الرقمية والعولمة الحديثة فنحن في الساحة غير مرئيين للآخرين إعلاميا ( قنوات فضائية، مواقع ، شبكات التواصل الإجتماعي)
أكثر القنوات ثباتا واستمرارا هي الناطقة بالتجرينية والتي لاتتجاوز محيطها الجغرافي الضيق أما الناطقة بالعربي فلا ثبات ولا استمرار لها لأسباب كثيرة ليس المجال لذكرها ، وفوق هذا وذاك نظل في أغلب وسائل إعلامنا نخاطب أنفسنا ونحدثها عن نفسها ماتعلم !!
حتى أسماءنا مكررة ( عواتي ، أدال ، سبتمبر) وكأننا عجزنا عن أبسط الأمور بإضافة كلمة إرتريا الى مواقعنا الاعلامية وكياناتنا لتكون كلمة مفتاحية لمحركات البحث ! والنتيجة أننا غير موجودين وغير مرئيين للآخر وإن حاول البحث عنا
خطابنا يصب في اتجاه واحد نصب فيه جام غضبنا على النظام القائم ونحمله كل ما آلت إليه أحوالنا ومشاكلنا ونحمله أيضا اخفاقاتنا ويغلب علينا لسان الضحية ، دون النظر الى تقصيرنا وعيوبنا هذا الخطاب حرمنا على الأقل من ” المصارحة الداخلية” ومحاولة تصحيح مسارنا وتجنب الوقوع في أخطاء متكررة
خطاب سياسي فقط يغيب عنه طرح مشكلاتنا الإجتماعية التي أصبحت وباءَ يستشري فينا وفاقمت من حجم معاناة المجتمع والأسر والأفراد المنوط بهم التحرك لمناهضة هذا النظام السياسي القائم في البلاد ، وهؤلاء مكبلون بسلاسل اللجوء والشتات الذي ينشئ فيه أجيال تعاني اضطرابات شخصية ونفسية
مجتمع يتألم بصمت لأن الصراخ ب آه فضيحة وعيب في عرفه ، فلا ينبغي الحديث عن اضطهاد وتعذيب تجار البشر في رحلة الهروب ! ،ومن الموبقات ” وقذف المحصنات” لو تحدثت عن بعض حالات اغتصاب الفتيات في صحاري ليبيا حتى تحور المشهد وصار ينظر اليه كأنه طريق الخلاص للوصول الى الجنة الموعودة وهكذا غرر بكثير من الشباب والشابات صغار السن واصبحو كالمستجير من معسكرات التجنيد الإحباري في ارتريا بعصابات تجار البشر في صحاري أفريقيا وبحار المتوسط
خطابنا الإعلامي بعيد عن ملامسة واقعنا المجتمعي ، وبعيد عن ايصال القضية الارترية للجوار العربي والمجتمع الأقليمي والدولي ،
نحن بحاجة ماسة لمراجعة خطابنا الإعلامي _ المرئي، والمسموع ، والمقروء سواء كان لكيانات ومنظمات وأفراد أو هيئات وقنوات
بكالوررس صيدلة – اليمن ، دبلوم العلوم الشرعية معارج- جدة ، دبلومة الصحافة والاعلام ، المركز الدبلوماسي – القاهرة، دبلوم اخصائي تخاطب – جدة