أدب وفن
يا جارة البحر
الأستاذ التيجاني حسين دفع السيد في قصيدته الخالدة :
إلى جارة البحر.
ارتريا .. يا وجع الرجال
.. يا زهرةً حمراء نامت في يد التلال
.. أنا لأشجار اللهيب فارسا أعود
.. وأنتِ لي وحدي أنا
وباسمك العظيم تأتي ساعةٌ
بها يدي ستسحق القيود
.. وتنقذ العدل من المشانق
.. ومن مخالب اللصوص من يد الرصاص والبنادق
وتنقذ الإنسان من مذابح المغول
.. ومن رياح الكارثة
.. وتنقذ الحمامة البيضاء من مصيدة اللئام
.. وتنقذ الزيتون والسلام .. ***
اريتريا يا جارةَ البحر ويا منارة الجنوبْ ..
من أجل عينيك الجميلتين يأتي زحفنا
.. من أقدس الدروب
.. يا وردةً .. يعشقها أحبتي
.. يا جنةٌ عشتُ بها طفولتي
.. يا أنت يا ضحية الحروبْ
.. لا زلت بين أضلعي نارا وفي دفاتري قصيدة
.. وفي ظلال أعيني كدمعةٍ جديدةْ
.. وفي شعاع الشمس لوناً زاهيا
يسطع في تلالنا البعيدة
.. لازلت مثل وردة الربيع يا وحيدة
.. من أجل عينيك الحزينتين يا حبيبتي
سيطلع النهار
.. من أجل أطفالك يا مدينة الصغارْ ..
من أجل أيتام بلادي الطاهرة ..
النازلين خلف أسوار الحدود
في خيام الذل والهوانْ
.. ارتريا .. يا وجعاً يجولُ في صدورنا
.. يا شجرّا ينبت في قلوبنا
يا مطرا يهطل من جفوننا
.. يا أجمل المعذبات
في معسكر اللصوص القتلةْ
.. عصفورةٌ أنتِ .. أراك بين قطاع الطرق
.. لكنني
ما دام لي فيك دمٌ .. وخنجرٌ .. ونارْ
.. وطلقةٌ .. وبندقيةٌ .. ورأس حربةٍ .. وثار
ما دام لي فيك شعاعُ مئذنةْ
.. ومشتلٌ .. ومرقدٌ .. ودارْ
.. ما دام لي مستقبلٌ
فأنني أعود
.. أعودُ مثل طلعة النهارْ
أعودُ يا حبيبتي وفي يدي السلاح..
ومثل أمواج البحار يصعد الكفاح
.. وحين تستفزني مذلتي في وطني السليبْ
وحينما أشعر أني فارسٌ
مسمّرٌ في خشبِ الصليبْ
أكون يا ارتريا .. كأيَّ نسرٍ ثائرٍ غضوُبْ ..
وعندما أحملُ بندقية
.. أشعر يا ارتريا بعزتي
أشعر أني سيِّدٌ في بلدي
وحينما يسوقني الكلابُ للمقاصلْ
.. وحينما تهطل فوق جسدي السياط كالقنابلْ
أحسُّ يا ارتريا بأنني
فجرٌ .. وتاريخٌ .. وشمسٌ .. وغدٌ .. وسنبلةْ
.. وحينما أكون في القيود
.. تشعرني أرادتي بأن أصير لغماً
.. يحطم الحصونَ والسدود
.. وأن أصير عاصفةْ
.. تجتاح من تدفقوا من خارج الحدودْ .. ***
وعندما أموتُ يا ارتريا
بين يديك ثم أحيا مرةً ثانيةً
.. وأعرف الطريق
.. وحين يستقبلني الربيعُ بالورود والتحية ..
تشعرني سعادتي بحاجةٍ لأن أكون نار بندقية
ارتريا.. يا جرحنا الراقد في عيوننا
.. يا وجع الرجال
.. لا تحزني .. يا زهرة الجبال
.. من المحيط للخليج كلنا فداك
.. فقاومي .. وقاومي .. وقاومي ..
غداً يطل الفجرُ في ذراك .
. وينزل السلام كالمطر
.. وتنبت الورودُ والسنابلُ الخضراءُ والشجر
كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات ، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم